1. ما قبل الإنجاب: امتلك ثقافة تربوية تساعدك على فهم جوهر التربية ومقصدها قبل أن تصبح مربياً.
هل رأيت شجرة البامبو الثابتة القوية؟ ما يخفى عنا أنها تمكث بذرة في الأرض سنوات أربع تضرب جذورها الليفية بقوة ثم ينمو برعمها في السنة الخامسة ليصبح شجرة ذات ثمانين قدماً صلبة قوية وهذا حال من مكث يزيد من معرفته وثقافته التربوية قبل الانجاب.
إنها لمجازفة خطيرة أن نشغل آلة دون أن نقرأ دليل الصنع فكيف لنا ببناء الإنسان وتربيته وهي التي تحتاج إلى القيم والمبادئ والتضحيات والأفكار.
2. نحن جزء من هذا العالم: نتأثر نحن بمتغيرات العالم من حولنا لكننا ننفرد بامتلاك القيم والأخلاق الإسلامية الفاضلة التي تجعل لنا خصوصية إيجابية في التربية، لأننا نريد أن نشارك في تطورات العالم من حولنا، ونترك لنا أثراً طيباً فيه فكما نحن نستفيد من اكتشافاته، ونصغي إلى حكمه ومواعظه علينا أيضاً أن نصنع لنا مكانة فيه ولا نختار العزلة عنه التي باتت مستحيلة في ظل وسائل التواصل الحديثة التي ألغت الحدود بين البلاد.
3. هل البيئة هي كل شيء: بيئة الفرد هي منزله فلنجعله مكاناً للوئام والراحة والسرور لأننا نعلم أن المجتمع والمدرسة والشارع كلها تؤثر في تربية أبناءنا سلبا للأسف. لذلك وجب علينا صنع بيئة شخصية وليست مكانية فقط أي أن تعتمد الأسرة على تطوير شخصية الفرد فيها من قيم وعلاقات وصفات، ونبدأ بالإصلاح من الداخل إلى الخارج لا أن نلقي اللوم على المجتمع فمعظم الأطفال مسلمين لأنهم خلقوا في بيئة مسلمة فالبيئة لها أثر بالغ في التربية قوامها أبوان جيدان مثقفان وبيت هادئ مريح منظم يسوده المرح.
4. التربية تفاعل: مصدر التكوين الروحي والعقلي للطفل هو تفاعله مع الأهل بما يمتلك الأهل من القيم والأخلاق التي تصبح سلوكاً ومنهجا في الأسرة فكلما كانت شخصية الأبوين تفاعلية تتقبل تغيرات الأطفال وقدراتهم، وتتفاعل مع احتياجاتهم كانت عملية التربية أقل جهداً، وأكثر نفعاً، فمن خلال صنع القدوة الحسنة يستطيع الطفل التفاعل أيضاً بكل سهولة.
5. التربية قائمة على الوضوح: لأن الوضوح من أكبر فضائل الحياة فهو يعزز البصيرة لدى الأطفال فلنكن أكثر وضوحاً معهم، ولا نغيبهم عن أمور حياتهم من المهم جداً أن نبرر لهم سبب رفضنا لبعض الأمور وقبولنا لأمور غيرها وأن تخبرهم عن ضائقة مالية تلم بنا، وكيفية وضع خطة ترشيد استهلاك معقولة ريثما ننهض من أزمتنا بذلك يكون الطفل شريكاً لنا في أمور حياتنا، وتتضح أمامه تصرفات الأبوين وأسبابها فيكون الطفل منصفاً مساعداً في أسرته.
6. التربية اهتمام: في ظل الحضارة الحديثة واستبدال القيم الفاضلة كالصدق والايثار والتضحية، ووجود قيم المتعة والجمال والإثارة والأنانية التي حلت وبشكل رهيب في مجتمعاتنا للأسف، فعلى المربي الناجح أن يرفع اهتمامات الأطفال وينعش القيم الإسلامية الفاضلة داخل نفوسهم ليكونوا أكثر وعياً واهتماماً بالأمور الأرقى بعيداً عن تفاهات العصر.
7. التربية توازن: المربي الناجح هو الذي يوازن بين ما يريده من الطفل في كل المجالات، وبين طبيعة الطفل وطاقاته وحاجاته فلا يفرض قيوداً على الطفل تكبله عن تحقيق أحلامه وتجعل منه آلة تنفيذ فقط بل يصغي جيداً لرغبات الطفل ويقدر طاقاته ويوازن بين ذلك.
8. التربية تعاطف: يستطيع المربي الناجح فهم حقيقة مشاعر الطفل ويوجهها إلى سلوك يرسخ التعاطف ويمنحها المصداقية لإيقاف السلوكيات غير المرغوبة فكثير من نظريات التربية تؤكد على أهمية فهم الدوافع خلف السلوك، فإذا استطعنا بناء ثقة مع الطفل نستطيع الوصول إلى مشاعره، واعطائها قدراً من الأهمية وإغداقه بالعطف والاحترام والتقدير في سبيل بناء شخصية واثقة متزنة متعاطفة رحيمة.
9. تفهم أسباب مشكلاتهم: لكل طفل سماته الشخصية ومشكلاته، وتختلف مشكلات الأطفال كل حسب اهتماماته ومشاعره وسلوكياته. والمربي الناجح يفهم مشكلة الطفل ويكتسب الوعي لحلها بسؤال المختصين لمعالجتها لإثراء ثقافته في الوصول إلى حل مشكلة الطفل وفهم أسبابها.
10. لا تربية من غير تأديب: لا يملك الطفل معايير الصواب والخطأ لأنه لا يستطيع حجر نفسه عن الخطأ لأنه يعتقد أن بإمكانه تجربة كل شيء بمفرده دون الرجوع لأحد، وهنا يأتي دور المربي في صلاح نشأة الطفل بممارسة المنع والحرمان والعقوبة من غير ضرب أو إهانة للطفل أو كسر لشخصية الطفل بالقمع والإذلال فالتأديب ضرورة ملحة في عالم تسوده المغريات.
وأخيراً عندما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها) نسأل وما فائدة الفسيلة عند قيام الساعة ليأتي الجواب: بأننا مطالبون بالعمل والجد والاجتهاد في الخير دون انتظار النتائج فماذا لو كانت النتيجة هي صلاح فلذة الاكباد …
كتاب: القواعد العشر في تربية الأبناء، للدكتور: عبد الكريم بكار
مركز الوقاية الأسرية
تلخيص لولا أحمد عبود
لا يوجد تعليقات بعد