التربية الوالدية السليمة تحديد الأهداف والأولويات


• تحديد الأهداف الصحيحة:
الخطوة الاولى في تطبيق التربية الوالدية السليمة هي المنهج المناسب للتربية الوالدية وذلك بالنظر إلى كل من الفرد والمجتمع كوحدة متكاملة النظام. ذلك أنه لا إمكانية لبناء مجتمع قوي دون وجود أفراد أقوياء وصالحين.
وبلا أدنى شك لن يأتي هؤلاء الأفراد من العدم بل هم محتاجون إلى بيئة اجتماعية مبنية على التكافل والتعاون والتراحم بين الافراد ابتداءً من حلقة الأسرة وانتهاءً بحلقة الأمة.

أهداف التربية الوالدية:
1) أسرة سعيدة (قرة أعين) قائمة على التفاهم المتبادل، والتوجيهات، والاجتماعات الدورية.
2) تنشئة قادة أتقياء صالحين (واجعلنا للمتقين إمامًا) وذلك لا يتم إلا بخطوات عديدة تبدأ بالاختيار الدقيق لكل من الزوجين للآخر، واللذين بدورهما يراعيان أمورًا عدة عند الأطفال مثل:
– الصحة الغذاء، النوم، لرياضة، الرضاعة الطبيعية …
– الصدق، احترام الذات، الثقة في النفس، الاحترام، الصبر…
– الانضباط مقابل العقاب، هيالا يمان، التعزيز، التشجيع…
– الدعاء، فن اتخاذ القرار، إدارة المال والوقت، القراءة والكتابة…

مناقشة الأهداف: نظرة عن قرب
1) أهداف مستوحاة من القرآن: دعاء عباد الرحمن وطموحاتهم فالمؤمنون يدعون ربهم أن يهبهم من أزواجهم وذرياتهم قرة أعين. تكرر هذا الدعاء مرات كثير في القرآن الكريم (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) الفرقان 74.
معنى قرة أعين: الراحة والبهجة لنفوسنا، لذلك كان أساس الدعاء الأولى للمسلم هو الفوز بحياة أسرية سعيدة.
فالوصول إلى أسرة سعيدة تتطلب: بناء توجيهات إيجابية، والتعامل مع المشاعر العاطفية بطريقة مسؤولة.
الطلب الثاني للمؤمنين من ربهم عز وجل: هو أن يجعل أزواجهم وذرياتهم أئمة (للمتقين إماماً).

قوله تعالى “واجعلنا للمتقين إمامًا” وهي جعلهم مثالًا للآخرين وقدوةً لهم، ودعاة للصلاح ومرشدين للآخرين، وقادة للبشر، وقبل ذلك كله أن يجعلهم من المتقين.
وهنا نود أن نشير إلى أنه عند الكلام عن القيادة لا يعني السعي إلى السلطة والنفوذ، إنما تربية قادة ورعين ومتقين ومرشدين للإنسانية يحملون رسالة الخير والسلام للبشرية جمعاء.
القائد: شخص يقود الآخرين وأعمالهم لتحقيق أهداف معينة.
المربي: هو الذي يُعِد الأفراد ويؤهلهم لإنجاز الأهداف.
على سبيل المثال: اختار سيدنا محمد ﷺ عمرو بن العاص وأبا عبيدة بن الجرّاح قادة للجيوش. وبعث مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة ومعاذ بن جبل إلى اليمن سفراء راعين ومعلمين ومربين ومرشدين من أجل التعليم والتربية وتنشأة الصالحين.

يقول النبي ﷺ الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا. “مسلم”، يرشدنا الحديث إلى فوائد جمّة: بناء الشخصية ذات الأخلاق الحميدة يبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة ويسري هذا على كل إنسان سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، وسواء كان رجلًا أو امرأة.
فالشجاعة والإبداع والصدق والمحبة والثقة كانت قبل بعثة النبي ﷺ في الإسلام فجاء النبي ﷺ فتممها ودعا إلى صالح الأخلاق منها وأضاف إليها الحكمة والمعرفة والتوجيه الإلهي.
وهذا يدعونا لِأن نسعى إلى غرس الأخلاق الحميدة وتنميتها كالشجاعة والصدق والإبداع والأمانة والكفاءة والحب والمسؤولية، حيث تعد في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل من أهم السنوات التي يتعين أن نستثمرها على أحسن صورة.

• القهوة وأولويات الأسرة:
تناول والد جرة كبيرة فارغة وملأها بكرات المضرب ثم سأل أولاده هل الجرة ممتلئة؟ فاجوا نعم. ثم التقط بعد ذلك علبة من الحصى وسكبها في الجرة. وبدأ بهز الجرة برفق فأخذت الحصى تملأ الفراغات بين كرات المضرب، ثم التقط كيسا من الرمال وسكبها في الجرة فملأ الرملُ الفراغات المتبقية. وكان في كل مرة يسال عن الجرة هل كانت ممتلئة فيجيبُ الأولاد بنعم.
هذا الوعاء يمثل حياتنا فكرات المضرب تمثل الأشياء المهمة كالعبادة والزوجة … والحصى تمثل ما دون ذلك من الحاجات التي تهمك وتستطيع الحياة بدونها مثل عملك، بيتك سيارتك… وأما الرمال فهي كل ماعدا ذلك من تحسينيات الحياة ومكملاتها مثل المرح، السفر… فإذا ما وضعت الرمل في الجرة أولًا فلن يتبقى مكان للحصى وكرات المضرب.
ملاحظة: ركز اهتمامك على الأمور ذات الأولوية للنجاح في الدنيا والاخرة

ركز اهتمامك على الهدف، وذلك من خلال:
1) تطبيق نظام متوازن بين الانضباط والتشجيع والدعم.
2) أن نكون قدوة حسنة وأن نفعل ما نعظ الآخرين به.
3) أن تكون نظرتنا للأمور نظرة كلية شاملة تركز على الإحساس بالهوية والانتماء.
4) الاعتراف بأخطائنا والاعتذار لأولادنا دون تقديم مسوغات وتفسيرات.
5) أن نكلل كل ما سبق بالإيمان والصلاة والدعاء فالله تعالى يستجيب من المخلصين الصادقين ويعينهم ويكلؤهم برعايته في الوقت الذي يختاره هو.

• أيها الآباء والأمهات علموا أولادكم
1) تجنب رمي القمامة على الأرض.
2) سداد ما اقترضتموه من الدَّين بأسرع وقت ممكن.
3) أدب الحوار والاختلاف ومجاملة الاخرين.
4) تجنب إيذاء الآخرين.
5) مراقبة التعامل مع الكتاب وتقديره.

• الأمهات والآباء:
– لا تقل لولدك لا تبكِ. أساله عن السبب الذي يبكيه.
– لا تشتري له كل ما يرديه حتى لو كنت تملك ثمنه.
– لا تنتقد زوجتك أمام أولادك.
– ثق بقدرات ولدك كما هي.

• أخيراً:
اعقد اجتماعات دورية للأسرة مرة كل شهر لمناقشة الأوضاع النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية، وتأكد من تجنب أي توتر لا مسوغ له يمكن أن يقع في أثناء المناقشات وذلك عن طريق التخطيط المسبق لهذه النقاشات.

تلخيص: زهراء البتول طه
من كتاب التربية الوالديَّة رؤية منهجية تطبيقية في التربية الأسرية
مركز الوقاية الأسرية/ نادي سيدات المعرفة

شاركنا بتعليق






لا يوجد تعليقات بعد