دور الأسرة في نصرة قضايا الأمة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فإنّ الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وتحصين أفراده، وذلك من خلال عدة نقاط منها:

ــ التربية الإيمانية: ويبدأ الأمر من التربية الإيمانية بأن نربي أولادنا على روح الجماعة، انطلاقاً من قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى…)، وفي الحديث: (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ؛ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) رواه البخاري.
ففي هذا الحديث حضٌ على المؤاخاةِ والأُلفةِ والمواساةِ بيْن المؤمنينَ، وأنْ يَكونوا مُتكاتِفين مِثلَ الجَسدِ الواحدِ، ومثلَ البُنيانِ المرصوصِ؛ لتَقْوى وحْدتُهم وتَتَّفِقَ كَلِمتُهم.

كالجسد الواحد: أي أنَّ المسلمين يستَشعِرون آلامَ بعضِهم ومصائِبَهمْ بالعَوْنِ وتقديمِ مُساعدةِ بعضِهم بعضًا، كمَثَلِ الجَسَدِ الواحِدِ، إذا مرِضَ منه عضوٌ انهارَ له سائرُ جَسَدِه، وهذا تنبيهٌ للمُسلِمين بأن يكونوا كذلك في جميعِ شُؤونِهم.
فنتفاعل مع قضايا الأمة مثل القضية الفلسطينية والقدس من خلال هذه الروح.

ــ وينبغي أن يكون هناك برنامج ضمن الأسرة لتعزيز اليقين وتثبيت الإيمان على هذه المعاني، حتى تصير قضايا الأمة الكبرى جزءًا أساسيًّا في إيماننا ودعائنا وصدق توجهنا إلى الله.

ـ التوعية الفكرية: بحيث يكون أبناء الأسرة الواحدة على اطلاع ومتابعة جدية للقضايا العامة التي تخص أمتنا الإسلامية ـ الجوهرية، وفي مقدمة هذه القضايا قضية القدس وفلسطين، فنُعزز لدى الأبناء روح الاهتمام بالمجريات اليومية لقضايا الأمة والمسلمين في العالم، وهذا يمكن أن يتم بمساعدة ومؤازرة ومواكبة واعية وفاعِلة من قبل الأهل والأسرة.

ـ التربية على القيم: وذلك بالتعلق بالإسلام ومبادئه وتعاليمه وأحكامه، وأهمها قيمة العدل والحق، ورفض الظلم، ومواجهته، ومساعدة المظلومين والمستضعفين، والدفاع عنهم، والشجاعة والجرأة والثبات، وغيرها من القيم والتعاليم التي حض عليها الإسلام، وذلك لأن الأزمات الأساسية التي تواجه البشرية هي في الأصل أزمة الأخلاق والقيم.

وهناك نقاط أخرى مهمة لا تقل عن هذه، ولكن الأهم هو المخرجات العملية التي تغذي روح العمل عند أفراد الأسرة ومنها:
الدعاء الدائم والقنوت في الصلوات، مع الدعاء للمؤمنين في غزة وسائر بلاد المسلمين.
2ـ متابعة البرامج الهادفة التي تُعرِّف بالقضية الفلسطينية؛ وتُبِّين حقيقة الصراع بين المسلمين والصهاينة.
مقاطعة المنتجات التي تدعم اليهود، مثل (البيبسي كولاـ ماكدونالديز ـ ساربوكس ـ بوما ـ نسلي،…. وغيرها).
4ـ تفعيل موضوع الادخار، فيكون هناك صندوق صغير بالعائلة؛ ونحث الأفراد على التبرع ولو بالقليل؛ ويكون ذلك شهريًا أو أسبوعيًّا، ثم السعي لإيصاله للمستحقين من إخواننا المنكوبين.
5ـ تخصيص وقت للأسرة للمدارسة في السيرة النبوية ومكائد اليهود، ونتكلم عن كلام الله في كتابه عن صفات اليهود.
6ـ طباعة بعض الخرائط والصور التوضيحية للمسجد الأقصى وفلسطين وتعليقها بالمنزل للتعريف بها.
التواصل مع بعض الأسر من أهلنا في غزة بشكل مباشر؛ لبناء علاقات أخوية ولدوام السؤال والاطمئنان عنهم بشكل دائم.

بقلم: أ. حمزة جمعة الفرج

شاركنا بتعليق






لا يوجد تعليقات بعد