البيان الختامي لورشة مشكلات الصحيحين


تتعرض السنة المطهرة لهجمة شرسة من أعداء الله ورسوله، فظهرت عدة نماذج من الذين يقحمون أنفسهم في السنة النبوية وهم ليسوا أهلاً للتحدث فيها وخوض غمارها، ومن أخطر البدع التي ظهرت؛ إقحام العامة للتحدث والمناقشة في أمور تحتاج للتخصص الدقيق لمن يتحدث فيها، لأجل هذا كانت ورشة مشكلات الصحيحين، وخرجنا منها بعدة نقاط:

1ـ البخاري سمى كتابه الجامع، وهو مرتب على الترتيب الفقهي، إضافة لأبواب أخرى كتعبير الرؤى، وكتاب بدء الوحي والزهد وغيرها من المتممات.

2ـ من تسمية الكتاب نعلم فيها منهجه، فكل ما خالف التسمية لا يندرج تحته من الموقوفات والمقطوعات، والبلاغات، وهذا لو عُلم وطُبق لحل لنا كثير من المشكلات المتوهمة.

3ـ البخاري لم يكتب مقدمة يبين فيها منهجه، فاستقرأ الأئمة كتابه واستخرجوا منهجه، أما مسلم فكتب مقدمة بين فيها منهجه.

4ـ من الآثار التي ممكن أن تكون منتقدة في البخاري، حادثة محاولة تردي رسول الله ﷺ من الجبل حين فتر عنه الوحي وحين نرجع لهذه الحادثة نراها من بلاغات الزهري وهي ليست على شرطه.

5ـ الأبواب وعناوينها مهمة جداً في صحيح البخاري، وفيها فقه البخاري، ففقه البخاري في تراجمه والتراجم هي الأبواب، وأحيان يورد الباب دون عنونه، وقد يأتي بفوائد زائدة في ترجمة الباب.

6ـ قد يورد أثراً وعنوان الباب يدل على صحته أو ضعفه، كحديث زنى القردة، وهو من كلام عمرو بن ميمون، وعنوان الباب بيان ما كان عليه أهل الجاهلية.

7ـ الإمام البخاري من منهجه أنه يقطع الحديث ويذكر فقط ما يتعلق بالباب، وقد يختصر الحديث ولا يتمه.

8ـ ومن منهجه أيضاً: أنه أحياناً يجمع، إذا ورد عنده متنان وقد اتحدا بالإسناد تماماً أن يجمع المتنين بإسناد واحد، كحديث (إذا توضأ أحدكم فليوتر وإذا استنثر فليوتر وإذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً فإنه لا يدري أين باتت يده) حديثان مستقلان ولكن جاءا من رواية واحدة وبإسناد واحد فجمعها البخاري.

9ـ من منهجه أنه إذا علق لك شيئاً فإذا رواه بصيغة الجزم (قال) مثلاً فهو صحيح الإسناد من عنده لمن حدث عنه ويقال عند تخريجه وعلقه البخاري بصيغة الجزم، وأما إذا روي بصيغة التمريض (كرُوي) فهو لا يصححها.

10ـ من منهجه أنه يكرر الحديث كثيراً في بعض الأحيان، لكنه قل أن يأتي بالحديث والإسناد معاً، كحديث كسوف الشمس يوم وفاة ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث الإسراء والمعراج وكل مرة يورده تحت بابه الذي يتعلق به، وأتى بالرواية الخطأ في آخر مرة ذكر بها هذا الحديث.

11ـ أما الإمام مسلم فمن منهجه في صحيحه: اشترط في السند شروط الصحة العامة، ولم يرو عن الضعفاء والمتروكين واشترط معاصرة الراوي مع إمكانية اللقاء في المعنعن.

12ـ لم يبوب الإمام مسلم صحيحه، فبوّب له العلماء، كالقرطبي والقاضي عياض إلى أن وصل للإمام النووي فأخذ ما ورد عند غيره وأضاف، وهو ما استقرت عليه الطباعة في أيامنا تبويب النووي.

13ـ الأحاديث المعلَّة التي يذكرها مسلم على سبيل الإعلال، كحديث صفة التورك ذكر الصفة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أورد الصفة الخطأ.

14ـ من الأحاديث المشكلة في صحيح البخاري: كم كان عمر السيدة عائشة حين خطبها وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، روايات البخاري أنه خطبها وهي بنت ست وبنى بها وهي بنت تسع سنوات، ومع هذا الرأي أغلب العلماء لأنه ورد في البخاري، وهناك وجهة نظر معتبرة أنها أكبر من هذا بسنوات.

15ـ من الأحاديث المشكلة في صحيح مسلم: حديث: خلق الله التربة يوم السبت، فهذا الحديث أعلّه البخاري، ورجح البخاري وابن المديني إنه من كلام كعب الأحبار، بينما رجح مسلم والنسائي وأحمد أنه من كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
والحمد لله رب العالمين

يوم السبت 31.12.2022

ملتقى خريجات الشريعة
مجمع سلطان العلماء

شاركنا بتعليق






  • جزيتن خيراً
    جهد مشكور و سهم صائب ان شاء الله
    لكن لو توسعتن في البيان اكثر لكان أفضل و أنفع لغير المختصين.
    أما بالنسبة للصياغة و اللغة ففيها ضعف واضح و بعض الأخطاء التي لا ينبغي أن تكون من أمثالكن ..