الزوج والتوافق الزوجي (3)


الحب والاهتمام، الحنية والكرم والصدق، لطف المعشر والمشاركة والتقدير والاحترام، الرقي بالخطاب والعبارة، والبعد عن الإساءة والإهانة، وصفات كثيرة عديدة كريمة عليا، تصنع فارقاً في الوفاق الزوجي، وأثراً كبيراً، يجمعها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ ‌خَيْرُكُمْ ‌لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» رواه الترمذي 6/188

وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه “جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ، يُداعِبُ أهلَه، ويَتَلَطَّفُ بهم، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته، ويُضاحِك نساءَه، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يَتَوَدَّدُ إليها بذلك“.

وأيضاً قول الباري عزّشأنه: { وَعَاشِرُوهُنَّ بالمَعْروفِ } سورة النساء: 19.

ومعنى المعاشرة بالمعروف أنها المعاملة على المجاملة خُلُقًا وقولًا ومالًا وقيل: أن يتصنع لها كما تتصنع له.

فحين جعل الله لك القوامة وفضلك أيها الزوج، فلابد أن تكون يدك العليا، وأن تكون صاحب فضل في الخلق والمعاملة، والسنة النبوية تفيض بالأحاديث التي تحث على الإحسان للزوجة وحسن معاشرتها، وسيرته العملية خير دليل على هذا مع زوجاته رضي الله عنهن وأرضاهن.

وقد استنكر نبينا الكريم صلوات ربي وسلاماته عليه الزوج يضرب امرأته، فقد جاءت امرأة إلى رسول الله قد ضربها زوجها ضربًا شديدًا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكر ذلك وقال: “يظلّ أحدكم يضرب امرأته ‌ضرب ‌العبد ثمّ يظلّ يعانقها ولا يستحيى” يبين صورة مقززة منفرة لمن يضرب امرأته في النهار فإذا جن الليل طلبها للفراش! كيف ذلك؟! وأي نفس تقبل هذا؟! ومن يقوى على المباشرة والإتيان والجماع والحالة النفسية هكذا، إلا أن يكون هو والحيوان سواء بسواء؟! ينزو على امرأته كما ينزو ذكر الحيوان على أنثاه.”

فعامل زوجتك أيها الزوج بالفضل لا بالعدل، فقد استودعها أهلها عندك وهم يثقون بك أنك لن تكون لها إلا سنداً وكتفاً ورعاية، فكن كما هو الظن بك وزيادة، وسيكون لك منها الولد الصالح وهو مما ينفعك بعد مماتك.
والزوج الصالح يعين زوجته على دينها وتعليمها ما ينفعها، وإبعاد كل ما من شأنه إفساد دينها ودنياها.

وكثير من بيوت المسلمين اليوم تئن من سوء المعاملة، وغلظ طباع الزوج، ونحن ندعي أننا نتبع محمداً صلى الله عليه وسلم ودينه الكريم الرحيم.. والحمد لله رب العالمين

إعداد: مركز الوقاية الأسرية

المصادر والمراجع:
1ـ القرآن الكريم.
2ـ سنن الترمذي.
3ـ الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية، لعبد الله بن خضر حمد.
4ـ التيسير في التفسير لنجم الدين النسفي.
5ـ الطبقات الكبرى، محمد الزهري.
6ـ دروس الشيخ حسن أبو الأشبال حسن أبو الأشبال الزهيري.

شاركنا بتعليق






  • جزاكم الله خيرا كلام صح ولايوجد عليه تعليق المهم التطبيق