الزوج والتوافق الزوجي (2)


الاحترام والتقدير قيمة لا بد من الحفاظ عليها، ومراعاتها، فلا حياة زوجية مشتركة فيها المودة والرحمة، تقوم بدون الاحترام والتقدير، فالحياة التي يهين الزوج فيها زوجته، ويسيء لها بالكلام والتصرفات، والمشاعر، فهذه ليست الحياة الزوجية التي جعلها الله آية من آياته حين قال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} سورة الروم.

ولابد أن يكون متبادلاً بين الزوجين، وأن يحترم الزوج زوجته ويقدرها، فكثير من الأزواج لايحترم زوجته بحكم التربية الخاطئة التي تربى عليها، التي تبيح للرجل فعل ما يشاء دون أن يُسأل لم فعلت هذا ؟ فيسيء لزوجته لفظياً وجسدياً ربما تحت مسمى القوامة أيضاً، وهذا بعيد كل البعد عن القوامة كما هو معلوم، فلابد أن تقدر ما تقوم به الزوجة من أعمال ومسؤوليات ومهام في تربية الأولاد، أو في منزلها، وألا تكون من صنف الأزواج الذين يقولون لزوجاتهم بعد يوم طويل من التعب والعناء، ماذا فعلت طوال النهار ؟! والنظر لمهامها وأعمالها نظرة ازدراء وتحقير.

ومن مظاهر احترامك لزوجتك أيها الزوج، مخاطبتها بألفاظ راقية، والحوار معها، ومشاركتها لهمومك ومشاكلك في العمل بالحد المعقول فهذا يُسعدها، وأخذ رأيها بعين الاعتبار، وعدم التقليل من هواياتها، ووظيفتها، وكل ما تقوم به، وذكرها بالخير والثناء الجميل في غيبتها وبين أهلك وأهلها، فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة يقول عن زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها: «إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا» رواه مسلم. ومثل هذه الأمور والتفاصيل التي قد تكون هي بنظر الزوج تفاصيل صغيرة لكنها لها قيمة كبيرة بنظر زوجتك.. ثم نعرج على جمال آخر من جمال الصفات والأخلاق للزوج، وهو التغافل والتغاضي، ونقصد به إظهار الغفلة عن عيب أو نقص مع علمك به واطلاعك عليه تفضلاً على المتغافل عنه وترفعاً عن صغائر الأمور وتوافهها.

فالزوجان يعيشان الحياة مع بعضهما ويكونان على طبيعتهما، وسيكون هناك أمور وتصرفات وأفعال لا تعجب الطرف الآخر بالطبع، فحري به أن يغض الطرف، ويمتلك حكمة وفن التغاضي الذي به تدوم العلاقات وتسعد، ويُقال بأن سيد قومه هو المتغابي، وثلاثة أعشار الفهم التغافل.

قال الشاعر:
أُغَمِّضُ عيني عن أمور كثيرة ** وإني على ترك الغموض قدير
وما من عمى أغضي ولكن لربما ** تعامى وأغضى المرء وهو بصير
وأَسْكُتُ عن أشياءَ لو شئتُ قلتها ** وليس علينا في المقال أمير
أصَبِّرُ نفسي باجتهادي وطاقتي ** وإني بأخلاق الجميع خبيرُ

حرّي بك أيها الزوج التحلي بهذا الفن، والتخلق بهذا الخلق، الذي يبعد التوتر من حياتكما، ويضفي عليها ظلال الحب والرحمة.

إعداد: مركز الوقاية الأسرية

المراجع:
ـ القرآن الكريم
ـ صحيح مسلم
ـ مقالة: أهمية الاحترام بين الزوجين، مركز الكفيل الأسري .
ـ مقالة تغافل كأنك واسطي، سحر المصري ـ يرحمها الله ـ
ـ الاحترام بين الزوجين في الإسلام، عز الدين الشريف.

شاركنا بتعليق






  • ومن أوجه الاحترام لها ..اشعارها بأنها تبني أسرته و أولاده…التي دون وجودها واهتمامها بهما ..ماصلحت الأمة