الزوج والتوافق الزوجي (1)


تحدثنا في المقالات السابق عن سمات وأخلاق مطلوبة من الزوجة تسهم بشكل كبير في التوافق الزوجي، ونشر ظلال المودة والرحمة على الحياة الزوجية، وفي هذا المقال والذي سيأتي بعده جاء فيها دور الزوج وما يجب أن يتحلى به من أخلاق و يتسم به من صفات، تسهم أيضاً بشكل كبير في استقرار الحياة الأسرية والزوجية، ونشر الحب بين الزوجين، وبعد أن استطلعنا آراء سيدات سنلفت النظر إلى أهم الصفات التي وردتنا ومعلوم أن لها دور كبير في استقرار الحياة وألفتها.

وكلامنا في هذا المقال سيكون عن:

أولاً: تحمل المسؤولية: لابد للرجل أن يكون له دور في الحياة الزوجية، وتكون المهام مشتركة بين الزوجين مهما صغرت، وألا يلقى بالأعباء كلها على زوجته، بحجة عمله وانشغاله به، لاسيما وهو قوّام على الأسرة، فهذا أدعى أن يكون له الجزء الأكبر من تحمل المسؤوليات خارج البيت بالأخص وداخله أيضاً، وهو ما يعود بالارتياح على الزوجة وعلى رفع تقديرها له ولما يقوم به من مهام موكلة إليه، وتحمل المسؤولية يسهم بشكل كبير في استقرار الأسرة وتوافقها، بخلاف ما إذا كان عديم المسؤولية، طفولي، ليس لديه ثقة بنفسه ولا بقراراته.

ثانياً: الأمان: وهو من احتياجات المرأة النفسية الأساسية، وتحتاج له في كل مراحل حياتها، وفقدانه يؤثر سلباً عليها، وعلى تعاملها بمن حولها، وتعاملها مع زوجها بالأخص، فتكون دائمة متسخطة غير راضية، غاضبة، إذا لم تشبع هذه الحاجة النفسية لديها من زوجها، أقرب الناس لها.

ولنا في سيرته صلى الله عليه وسلم الكفاية، فزوجاته صلى الله عليه وسلم كنّ في أمان معه كما تشهد سيرته العطرة معهن، ومن شواهد هذا حديثه مع زوجته السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين ذكرت له حديث النسوة الأحدى عشرة مع أزواجهن وكان خيرهن أبو زرع لزوجته إلا أنه طلقها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ، إِلَّا أَنَّ أَبَا زَرْعٍ طَلَّقَ، وَأَنَا لَا أُطَلِّقُ» رواه الطبراني في المعجم الكبير، فما أعظم هذا الأمان منه صلى الله عليه وسلم، فكيف لو نظر لحال كثير من الأزواج اليوم، فالطلاق والتهديد به أول سلاح وأقواه يشهره بوجه زوجته المسكينة في كل شاردة وواردة، جاهلاً مقصد الشارع الحكيم حين شرّع الطلاق.

فالمرأة تحب أن تشعر مع زوجها بالأمان والاستقرار والحماية، تلجأ له وقت شدتها وحاجتها، فتجده صدراً مفتوحاً لها، يخفف عنها ويدعمها ويساندها، ووقت حبها وأنسها كذلك، فتجده جانبها في كل حال.
فالأمان المطلوب هو الأمان بمعناه الواسع، من كل المخاطر المحيطة بها أو التي قد تحيط بها، بدءاً منه فلا يسيء لها ويؤذيها، ولا يعاملها بقسوة وغلظة، فإن أخطأت تعلم أن عليها الأمان، وليس الخوف الذي هو المسيطر غالباً، وأيضاً حمايتها وكفايتها مادياً، فهو القوام في الأسرة ولابد أن يكون مقتدراً على هذا، وقد فضله الله تعالى بإنفاقه، وهي في أمان حين سلمته قيادة مركبة الحياة، لديه من الوعي والنضج ما يجعله قائداً في هذا المكان، وغيرها من المعاني الكثيرة التي تندرج تحت الأمن والأمان … دامت بيوتكم عامرة بالحب والأمان ..

إعداد: مركز الوقاية الأسرية

المراجع:
ـ المعجم الكبير، للطبراني.
ـ الزواج السعيد في ظل المودة والرحمة، الشيخ: زكريا المسعود.
ـ استبيانات.

شاركنا بتعليق






  • بوركت جهودكم، ودمتم بخير

  • : «يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ، إِلَّا أَنَّ أَبَا زَرْعٍ طَلَّقَ، وَأَنَا لَا أُطَلِّقُ