الحب والود بين الأبناء


شَدَدْتُ بِهِ أَزْرِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهُ … أخو الفقر من ضاقت عليه مذاهبه

يُقال إن أعظم ما تورثه لأبنائك هو الحب والود والتفاهم فيما بينهم، لاسيما حين يكبرون ويستقلون ببيوت خاصة بهم، فمن أرق العلاقات علاقة الإخوة ببعضهم، بها يأخذون بأيدي بعضهم إلى بر الأمان، ويأخذون بأيدي بعضهم إلى حيث التسامح والتناصح وجنة أخوية راقية، فلابد من الحفاظ عليها في زمن كثرت فيه العلاقة المهزوزة والمهدورة.
فتُسرّ حين ترى إخوة لا تفرق بينهم الترهات، وليس للأحقاد بينهم موضعاً، فالزمن والأيام لا تزيدهم إلا قرباً.

إن العيش في الأسرة الواحدة يتطلب منهم جميعاً أن يكونوا منسجمين، والانسجام يتحقق في الحب والإيثار، والتحية، والهدية، والاحترام المتبادل، والتعاون، وتناول الطعام في مأدبة مشتركة، والتفاهم من خلال الأحاديث الودية، والعفو والتسامح في حال حدوث المشاكل بينهم، والعمل على حلها عن طريق التفاهم والحوار الهادئ.
ومن أوائل الأعمال التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، هو أنه آخى بين المهاجرين والأنصار، وهذا يوحي إلى ما يفترض أن يكون في إخوة الدم من وحدة وتجانس وهم مشترك وتعاون وانسجام، فجعلها هو على أساس أسمى وأعلى، ومنها انطلق لبقية الأعمال.

ولنتعرف على أسباب وعوامل تسهم بغرس الحب بين الإخوة والأخوات:

1ـ العدل بين الأبناء سواء في القبلات أو في الرعاية والاهتمام بشكل عام، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “‌اعْدِلُوا ‌بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ” رواه أحمد، وأيضاً في العقاب والثواب لابد من العدل فيهما، والعدل بمعناه الواسع الشامل يدخل في أدق التفاصيل، فليكن الوالدين على بصيرة من هذا.

2ـ القدوة الحسنة من الوالدين بأن يكون الوالدين أنفسهم يحبون بعض ويقدرون بعضهم، وكذلك علاقة الوالدين بإخوتهم وأخواتهم، والإحسان لهم، حتى يرى هذا الأبناء ويقلدوه.

3ـ تعليم الأبناء أهمية الإخوة في حياتهم، والدور الإيجابي الذي يقوم به الأخ تجاه أخيه، فحين أراد سيدنا موسى عليه الصلاة السلام العضد والدعم والمؤازرة والقوة، طلب من ربه وجود أخيه معه، فقال:{وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي *} سورة طه.

4ـ التهادي المستمر بين الإخوة، وإن كان هناك مناسبة فمن باب أولى، وحث المربي على هذا الأمر، وتشجعيهم عليه.

5ـ لا تجعلهم يطيلون الخصام بينهم، وليبادر المخطئ بالاعتذار، ويحلوا مشاكلهم بأنفسهم إن كانوا بعمر يسمح بهذا بحوار فعال، أو بمساعدة الوالدين إن كانوا بعمر أصغر.

6ـ تخليصهم من كل ما يؤدي إلى التباغض فيما بينهم من حسد أو غيرة أو ظلم إن وقع بينهم، فقد يكون أعطي أحد الأبناء سلطة ما، فيطغى بهذه السلطة، وقد يقع الظلم بينهم إن كان هناك قوي وضعيف، فلابد أن يكون المربي متابعاً لهم، عارفاً بخفايا الأمور، حتى ينشأوا ونفوسهم سليمة من الغل والحقد على بعضهم، كما حصل من إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام حين كانوا يغارون منه، ويحسدونه على ما يناله من حب واهتمام، فتآمروا على قتله.

إعداد: مركو الوقاية الأسرية.

المصادر والمراجع:
1ـ القرآن الكريم
2ـ السنة النبوية مسند أحمد 30/372
3ـ موقع صيد الفوائد، العلاقة بين الإخوة هاك نبضي، نجوم النهار.
4ـ موقع إسلام ويب، كيف تغرس الحب بين أبنائك وتنميه؟ مركز الإعلام العربي.

شاركنا بتعليق






  • العفو والتسامح طريق المحبة
    التواصل المستمر بين الاخوة

  • جزاكم الله خيرا وبارك الله في جهودك ماأجمل غرس المحبه بين الأخوةمع أتباع الهدى النبوي

  • العدل اساس المساواة