فن امتلاك القلوب (2)


عرضت فيما سبق فن الإنصات والكلام وما يتعلق بهما، والآن أعرض لفن آخر يشترك مع فن الإنصات والكلام في امتلاك القلوب، وعنوانه: كيف تملكين قلبه؟ وكيف تملك قلبها؟
أولًا: كيف تملكين قلبه؟ نلاحظ في الحياة اليوميّة أنّ الإنسان عموما له حاجات عاطفيّة يحب أن يشبعها، ولكن ترتيب هذه الحاجات من حيث الأوليّة يختلف من المرأة إلى الرّجل، وترتيب الحاجات العاطفيّة الأوليّة للرّجل يبدأ بالثّقة، فالتّقبل، فالتّقدير، فالإعجاب، فالاستحسان، فالإعجاب.
هذه أبرز الحاجات العاطفيّة للرّجل ومن مصلحة كلّ زوجة أن تفهمها، أمّا في غياب الفهم، أي: حين لا تعرف المرأة طبيعة الحاجات العاطفيّة لزوجها، فإنّها قد تقع في بعض الأخطاء في معاملتها له ـ وهي إنّما تظن أنّها تحسن صنعا ـ فتكون أبعد النّاس عن تذوق الحياة الطّيّبة.
وإليك بعض النّصائح أختي الزّوجة إذا أردت امتلاك قلب زوجك:
أ – إذا أردت لزوجك أن يتغير، فمارسي هذا التّغيير على نفسك أولًا.. أعطيه لمسة عاطفيّة أو لحظة اهتمام.
ب – ضعي كلمات الحب في أذنه حتى يتعلم كيف يستخدمها، ودعيه يشعر بالألفة مع تعبيراتك العاطفية.
ج – لا تبخلي عليه بالإعجاب، وعليك أن تشجعيه بالابتسام والقبول الواضح لمحاولاته، ولا تيأسي من محاولاتك واصبري عليه، لأنّ الرّجل يتعلم منذ طفولته كيف يخفي عواطفه.
دـ كوني واحة راحته: من صالح الزّوجة أن تشعر زوجها متى دخل البيت أنّه ملك في مملكته، وليس دخيلا على مملكة المرأة!
هل أدلك على السبيل إلى أن تكوني كل ذلك؟ كوني مستمعة جيدة، وتغافلي ولا تعاتبي.

ثانيًا: كيف تملك قلبها: فهم الرّجل لحاجات الحب الأوليّة للمرأة يعد سرا ً عظيمًا لتحسين العلاقات بين الزّوجين، ومـن حيث أولويـتـهـــا عند المـــرأة تكون بالرّعاية، والتّفهم، والاحترام، والإخلاص، والتّصديق، والتّطمين.
أمّا في غياب هذا الفهم يمكن أن تشعر بعدم المحبة لأنّه غير منتبه إليها، ولا يبدو أنه يرعاها ولا يقيم وزنا كبيرا لمشاعرها.
وإليك أخي الزّوج بعض النّصائح:
ـ رفقا بالقوارير: لا شيء أدعى لجذب المرأة وإخلاصها في محبة زوجها وبيتها من حنان يغمرها ويبعث إليها الاطمئنان.
ـ أشعرها بحبك وأعلنه: إن المرأة تكون بحال جيدة حينما تشعر أنّها محبوبة.
ـ امنحها اهتمامك ورعايتك: فهي تتوق أن تجد لديه طمأنينة نفسها، وتحقيق رغباتها الماديّة والنّفسيّة.. وتوجد قاعدة هامة في الاستجابة لرغبة الزّوجة، فإذا كانت الرغبة ماديّة فيجب أن يكون تحقيقها بقدر الاحتياج، وإذا كانت الرّغبة نفسيّة مشروعة فيجب أن يكون التّحقيق حتى الإشباع.
ـ احترم آراءها وشاورها: فالمرأة تحب الرّجل الّذي يشركها معه في قراراته؛ لأنّ إشراكها واستشارتها في اتخاذ القرار ُيشعرها بذاتها! ويحقق لها أجمل ما في الحياة الزوجية وهي المشاركة.
ـ أكثر من إطرائها وافخر بها: تعشق المرأة أن تشعر بأنّ زوجها معجب بها.
ـ التّلطف واللين والمرح: من أعظم وسائل امتلاك قلب الزّوجة التّلطف في معاملتها بعبارة حانية مملؤة عاطفة ورقة يتبعها أعمال كريمة.
ـ اصبر على غيرتها: تسبب عاطفة الغيرة عند الزّوجة وجدا شديدا وحزنا عظيما، خاصة إذا اشتدت، ولم تجد متنفسا تتصرف من خلاله، حيث تختل قدرتها وتقصر عن النّظر الصّحيح، والتّقدير الجيد للأمور.
ــ روح الصّداقة: من أهم علامات الصّداقة:
1ـ التّقبل: فيدفع الزّوج إلى تقبل زوجته بما فيها من حسنات وعيوب والارتياح للجلوس معها والحديث إليها.
2ـالقبول: فيدفع الزّوج إلى البحث عن إيجابيات الزوجة، والتّركيز عليها ومن ثم يزداد حبه لها ومن خلال هذا الحب يمكنه أن يغير ما يراه عيبًا فيها .
3ـ التّقدير: حاجة أساسيّة – ليس للزوجة فقط – لكل إنسان.
ـ تهادوا تحابوا: للهدية دور بالغ في توطيد العلاقة الزوجيّة. فالهدية تزيد المحبة، وللهدية ذكرى طيبة تدوم ما دامت الهدية أمام العيون.
وأخيرًا الزّواج امتزاج الأرواح، وتعانق النّفوس، ودرس في التّضحية، وحياة مليئة بالمودة والرّحمة، وجميعها فنون وتفاصيل نتعلم وسائل امتلاكها، فينبض القلب بما ينبض به قلب الشّريك وتتناغم المشاعر مع بعضها.

إعداد: ابتسام محمد علي

مختصرا من كتاب: (حتى يبقى الحب)

فريق مودة ورحمة

شاركنا بتعليق






لا يوجد تعليقات بعد