فن امتلاك القلوب (1)


الأُلفة والتّواصل القوي الدّائم بين الزّوجين هو العاصم – بعد تقوى االله عزّ وجلّ – من اختفاء المودة والرّحمة من حياتهما، كما أن مشاعر الألفة المتبادلة بين الزّوجين هي من الحاجات الماسة لجلب مشاعر القرب والحب إليهما.

ونظراً لاستحالة رؤية العالم من خلال وجهة نظر شخص آخر فإنّ الأمر يتطلب أن نكتسب مهارات الاتصال حتّى لا نسير وراء انطباعنا التّلقائي تجاه الأقوال والأفعال، ونستطيع النّظر إلى الأمور من منظور شريك الحياة، فنحقق نتائج حواريّة أفضل من خلال: فن الإنصات وفن الحوار، وحديث المشاعر، وما وراء الوسائل.

أولاً: فن الإنصات:

يعدّ الإنصات من الوسائل المهمة للتّواصل مع شريك الحياة؛ لأنّ الزّوج أو الزّوجة إذا أراد كل منهما أن يفهم الآخر فلا بد له أن يستمع إليه استماعاً حقيقيّا، وليس استماعًا يكون فيه مشغولاً بتحضير الرّد عليه أو تحويل دفَّة الحديث للجهة التي تريد أنت!

ولا شك أنّ هناك صفات على من أراد حسن الإنصات أن يتحلى بها، منها:

أن يستخدم عينيه ووجهه وكيانه جميعاً لا أذنيه وحسب، ويميل بجسمه قليلاً تجاهك ويتجلى أثر حديثك على قسمات وجهه.
أن يتعلم المستمع كيف يسأل أسئلة توجيهيّة.

ما السّؤال التّوجيهي؟ إنه سؤال يوجه المسؤول من طرف خفي إلى جواب معين في ذهن السّائل فتضفي بهجة وحياة على المناقشة. فالأسئلة المباشرة كثيراً ما تكون ثقيلة على المسؤول.

ألا يخون المستمع ثقة المتحدث فيه وينشره.

وبعد التّحلي بهذه الصّفات لابد من تطبيق مهارة مرآة الاستماع: وفيها يحاول المستمع بعد عدة جُمل أن يعيد ما قد سمعه من زوجه، أو يلخِّص الأفكار الأساسيَّة فيه، ليتأكد الطّرفان من انتقال المعنى الصّحيح بينهما.

ثانياً: فن الحوار:

كلماتنا من أكثر الأشياء التي تساعدنا على توصيل رسائل الحب إلى شريك حياتنا، فإن طابت كانت قادرة على أن تزرع في قلبه حديقة مليئة بأزهار العاطفة، وإن قست كانت معاول هدم للجمال في أعماقه، وعليه فمن الضّروري أن نتقن “فن الحوار” كما أتقنا من قبله “فن الإنصات”، ومن الأمور المهمّة في الحوار بين الزوجين ما يأتي:

مراعاة الوقت المناسب، بحيث يكون في جو من الهدوء وراحة البال.
أن يكون الحوار ابتداء وليس رد فعل تجاه مشكلة معينة أو تعليقا على موقف.
أن تكون لغة الحوار مناسبة، بعيدة عن توجيه الكلام المباشر للطّرف الآخر.
أن يُشعر كلّ طرف أنّه يحترم ظروف الآخر، ويراعي طبيعته.
أن يعترف كلّ طرف بأخطائه، وأن يبتعد عن الإصرار على رأيه والتّشبث بمواقفه.
أن نبتعد عن التَّعليقات الحمقاء: كم عدد المرات التي زلّ فيها لسانك نتيجة لسوء مزاجك، ثم شعرت بالنَّدم فيما بعد ذلك؟ فكِّر في هذا الآن قبل أن تعلق على شريك حياتك.
أن نبتعد عن الحوارات السّلبيَّة، والغضب.

ثالثاً: حديث المشاعر:

من الضَّروري أن تعبِّر عن مشاعرك بطريقة تؤكد على أنّها مشاعرك أنت، وليس بطريقة تجعل الطّرف الآخر هو سببها..

عبر عن كلامك برسالة من ثلاثة أجزاء «اشرح السّلوك بغير لوم» و«اذكر مشاعرك» و«اذكر النّتائج المحتملة».

رابعاً: ما وراء الوسائل:

يعبر عن المعاني غير اللفظيّة الّتي نلتقطها من الطّريقة التي يتكلم بها المتحدِّث – اللهجة والصّياغة – والارتباطات التي نستدعيها نحن ونحيط بها. ولأنّه من الصّعب التّعامل مع «ما وراء الوسائل» لكونه غير مضمن في التّعبير اللفظي، فإنه من الضّروري في التّواصل مع شريك حياتك أن تبحث عن أفضل نواياه.

وأخيراً الصّمت والكلام فن من الفنون يهيّئ لنا ذوقاً للاستمتاع بالحياة الطّيبة استمتاعاً أطول ما يمكن وأقوى ما يمكن، ويجعلنا أقدر على إسعاد أنفسنا وإسعاد من حولنا.

تلخيص: ابتسام محمد علي

من كتاب حتى يبقى الحب

فريق مودة ورحمة

شاركنا بتعليق






  • كل ماذكرتموه مهم جداً ومفيد ويجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلمون ذلك ويدركونه لما له أهمية كبيرة جدا في الحياة الزوجية.. يعطيكم العافية.. جزيتم خيراً..بارك الله بكم..

  • سلمت الأنامل آنستي الرائعة🌸