الذكاء العاطفي


الذكاء العاطفي هو القدرة على إدراك، واستخدام، وفهم، وإدارة، والتعامل مع العواطف، ويمكن للأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي التعرف على مشاعرهم ومشاعر الآخرين، واستخدام المعلومات العاطفية لتوجيه التفكير والسلوك، والتمييز بين المشاعر المختلفة وتوصيفها بشكل مناسب، وتعديل العواطف للتكيف مع البيئات .
فيستطيع الإنسان أن يتحكم بمشاعره وانفعالاته وعواطفه بشكل صحيح، ويفهم الشخص المقابل له، وهذا مهم في علاقاتنا سواء بالنسبة للآباء والمربين مع أبنائهم أو الأزواج مع شركائهم.
دور الذكاء العاطفي في علاقاتنا:

أولاً: في الحياة الزوجية:
حين يمتلك الشريك الذكاء العاطفي فهو يحافظ على هذه العلاقة مستقرة سعيدة، ويكون قادراً على فهم مشاعره ومشاعر شريكه واحتوائها، وأن يتعاطف مع شريكه، وأن يكون راضياً وسعيداً بهذه العلاقة، ويتقبل النزوات والأخطاء التي قد تقع من شريكه، وإذا فُقد الذكاء العاطفي من حياة الزوجين فسيكون بينهما تبلد في المشاعر والأحاسيس، يصل إلى الابتعاد الجسدي ثم الانفصال في كثير من الأحيان.
وانظر إلى جميل احتوائه صلى الله عليه وسلم، ما ورد عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ – أَظُنُّهَا عَائِشَةَ – فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ خَادِمٍ لَهَا بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، قَالَ: فَضَرَبَتِ الْأُخْرَى بِيَدِ الْخَادِمِ، فَكُسِرَتِ الْقَصْعَةُ بِنِصْفَيْنِ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” ‌غَارَتْ ‌أُمُّكُمْ “، قَالَ: وَأَخَذَ الْكَسْرَيْنِ فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الآخْر، فَجَعَلَ فِيهَا الطَّعَامَ، ثُمَّ قَالَ: ” كُلُوا ” فَأَكَلُوا وَحَبَسَ الرَّسُولَ، وَالْقَصْعَةَ حَتَّى فَرَغُوا، فَدَفَعَ إِلَى الرَّسُولِ قَصْعَةً أُخْرَى، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ مَكَانَهَا. رواه أحمد.

ثانياً: في التربية:
حين يمتلك المربي الذكاء العاطفي يكون عارفاً وعالماً بالعملية التربوية التي سيقوم بها، متصالحاً مع نفسه وذاته، مسيطراً على أعصابه، ومتحكماً في انفعالاته إذا ما صدر أي تصرف يسوؤه، ويستطيع فهم ابنه ومشاعره، ويعلم كيف يربيه تربية صالحة بإذن الله.
ووجد في الدراسات أن الآباء الذين يمتلكون ذكاء عاطفياً يكونون أقدر على تربية أطفال أصحاء أسوياء، وإكسابه الخبرات اللازمة له للتعامل مع من حوله ومع نفسه بشكل صحيح وإيجابي.
ولابد أن يحرص المربي على إكساب أولادهم مهارة الذكاء العاطفي وصقلها لهم، حتى يكونوا قادرين على التعايش الصحيح مع الحياة.

إعداد: مركز الوقاية الأسرية

المراجع والمصادر:
1ـ مسند الإمام أحمد، 19/84 .
2ـ الذكاء العاطفي، دانييل جولمان.
3ـ الذكاء العاطفي بين الزوجين، موقع مقال، راندا عبد الحميد.
4ـ موقع ويكبيديا، ذكاء عاطفي.

شاركنا بتعليق






لا يوجد تعليقات بعد