البيان الختامي لورشة عمل: “الشذوذ الجنسي من الغرب إلينا”


1- نتكلم عن الشذوذ الجنسي لأن الله ذكره في كتبه وكرر ذكره في تسع سور متفرقة، ثم لأن الأمر في عالمنا فاق حد التنبيه إلى حد التحصين والتعامل مع المشكلة وتعلم كيف نتكلم عنها ونمّد موضوعها لمن نربي.

2- السلوكيات الشاذة موجودة في التاريخ القديم والمعاصر، لكن علينا الانتباه أثناء قراءة التاريخ ألا تكون القراءة مؤدلجة كأن يقال: إن فلاناً في تلك الدولة كان شاذاً لأنه وجد مدفوناً في مقبرة نساء، فهناك فرق بين الحقيقة التاريخية وقراءة تلك الحقيقة.

3- أرباب حركة تحرير الشواذ ودعاتها ومن يمثلهم عملوا بشكل حثيث ومستمرٍ وخبيث وبخطواتٍ صغيرة جداً على مر عقودٍ لتغيير فكر وثقافة المجتمعات الغربية من رفض الشذوذ لقبوله ورفض من يناقشه.

4- تلك الخطوات كانت مبنية على تعريض الشعب لصور الشواذ، وجعلهم أبطالاً أو جيدين أو عاديين، وجعلهم مجتمعاً مضطهداً يحتاج الحماية، ومن ثم شحن الشباب لحمايته بالقيم المجردة غير المنضبطة كالسلام والمحبة والحرية والفخر، وأخيراً بتسخير الألقاب الجديدة المستقبحة لذم المعارضين الرافضين للفكرة.

5- الطريقة ذاتها يتم استخدامها في مجتمعاتنا لننتقل من الرضا إلى عدم الاكتراث ومن ثم الدعم، والإعلام من أكبر رعاة ذاك الحراك بالمسلسلات والأفلام والأخبار والوثائقيات والكوميديا وكلام المشاهير، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي بمؤثريها وصفحاتها ومنشوراتها التي تصل سريعاً للشباب على وجه الخصوص.

6- مهم جداً أن نرفض اعتبارهم مجتمعاً لأننا لا نرى هؤلاء مجتمعاً، ولا نرضى أن يفرض علينا أنهم أقلية ولا أن وجودهم طبيعي، إنما هم أشخاص عندهم هوى معين يظهر في صورة اضطرابات نفسية، وهذا الهوى لا يجعلهم جماعة لها حقوق، كما لا يجعل شرب الخمر مرتكبيه جماعة تستحق الحقوق أو التقبل بيننا، وكذلك رفض كافة المصطلحات المتعلقة بالشذوذ كالمثلية وتعدد أشكال الأسرة.

7- الحراك لتقبل الشذوذ لا يركز على الوقت الحالي، إنما على العقود المقبلة، وبناء عليه فإن علينا الانتباه للتغيرات الطفيفة والمدخلات التي قد تبدو بسيطةً وهي تعمل على تغييرنا وتغيير أولادنا بطريقة خطوات الشيطان الصغيرة.

8- ضرر هذه الحركات على الأسرة والمجتمع يبدأ من تغيير مفاهيم الأسرة والرجولة والأنوثة والأبوة والأمومة والخير والشر والهدف والمقبول والمرفوض في المجتمع، ومن ثم يمكن ملاحظته في تغيير القوانين، المناهج التعليمية، قصص الأطفال، تعامل الأطباء والمعلمين مع الأطفال وكذلك المعايير التي تضبط ما هو اضطهاد الطفل في الدول المختلفة.

9- نميز في تعاملنا مع الشذوذ بين من يعاني هوىً معيناً ويجاهد نفسه ضده، وبين من يجهر بالمعصية ويدعو لها ويفاخر بها، فالأول نعينه على نفسه ونساعده عن طريق العلاج الطبي والنفسي ونتقبله، والثاني نرفض فعله حتى يتوب لأمر الله، وكل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

10- من أهم ما يحصن الأسرة والبيت المسلم هو: وجود مجتمع مطمئن يتربى الطفل فيه، الصحبة الصالحة، الوعي بأثر المدخلات وحمايته من الفاسد منها ما أمكن (وسائل التواصل، التلفاز، الهواتف الذكية)، والتربية على قصص الأنبياء والعقيدة السليمة وحب الله وفهم أسمائه وصفاته، والحمد لله رب العالمين.

إعداد: ملتقى خريجات الشريعة – مجمع سلطان العلماء

الجمعة 30.09.2022

شاركنا بتعليق






  • جزاكم الله كل خير

  • جزاكم الله ووفقكم لخير العباد أما بعد فهذه لفتة رائعة وضرورية جدا في عصرنا الحالي لتوعية الأهل في تربية جيل مسلم يعرف عقيدته تماما ويتسلح بها ليواجه هذه العواصف الخطيرة التي تعصف بالمجتمع عموما وشباب المسلمين خاصة
    وفقكم الله ووفقنا وأولادنا لمى يحب ويرضى
    اللهم اجعلنا ممن رضيت عنهم ومن ذريتنا اللهم آمين

  • جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه وجعل بنا و بكم صلاح البلاد والعباد ونفعنا ونفعكم بعلمكم وزادنا وإياكم علما

  • زادكم الله علماً ونفع بكم الأمة شكراً لكم على مابذلتم من جهد وتبذلونه