التربية الذوقية للزوج مع زوجته


إن استقامة العلاقات الزوجية واستقرارها يكون بالتزام كلا الطرفين بما جاء في الكتاب والسنة من قيم أخلاقية عالية تحفظ للأسرة كيانها ووحدتها من التفكك والضياع وفيما يلي جملة من الأصول الرفيعة

• الذوق السليم الذي يتمثل في حسن اختيار الزوجة الصالحة وفق المعيار الإسلامي المتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم: «تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، ولحسَبِها، ولجمالها، ولدِينها، فاظفَرْ بذات الدين تربتْ يداك» (متفق عليه).
وفضل الدين على الجمال والمال والحسب، ولا مانع من الجمع بين الدين والجمال والحسب والمال في امرأة واحدة، وإن من أولى أساسيات التربية الإسلامية اختيار الزوجة الصالحة الذي تمثل الحضن الدافئ للطفل.

• من غير اللائق للخاطب أن يخطب الفتاة المخطوبة قبل أن يأذن له الخاطب الأول أو يتركها

• من ذوق الإسلام أن يتورع الزوج عن أخذ شيء من مهر زوجته سواء كان ذلك بالإكراه أو بالحياء أو بالتحايل على الزوجة فقد يكون ذلك سببا في قطع صلة الرحم إلا أن تتطوع الزوجة لمساعدة زوجها على طيب نفس منها

قمة الذوق واللياقة للخاطب تظهر في اصطحابه بعض الهدايا عند زيارة مخطوبته فإن الهدية على قلتها تجمع القلوب كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كان يقبلُ الهديةَ، ويُثيبُ عليها» . رواه أبو داود

• من أدب الزوج وذوقه الرفيع في ليلة الزفاف أن يبدأ عروسه بالسلام والدعاء بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ». رواه أبو داود.

من العادات التي تتنافى مع الذوق السليم في ليلة الزفاف وقوف الرجال من أقارب المرأة أو الرجل وأصدقائه بالباب بعد دخوله لينتظرون خروجه إليهم ليطمئنوا على النتيجة وهذه العادة هي من قلة الحياء والتجسس على العروسين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِندَ الله مَنزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفضِي إِلَى المَرْأَةِ وَتُفْضِي إِلَيه، ثُمَّ يَنشُرُ سِرَّهَا» رواه مسلم.

إكرام أهل الزوجة واحترامهم هو إكرامٌ واحترامٌ لها حتى بعد وفاتها شريطة ألا يصاحب ذلك محظوراً شرعياً كاختلاط أو خلوة.

اهتمام الزوج بهيئته ونظافته يعبر عن حسه المرهف وذوقه السليم فالزينة والتجمل للزوجة تجب على الزوج كما تجب عليها لقوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [ البقرة : ۲۲۸ ]. فاللباس الحسن والرائحة الطيبة من مظاهر حسن الاجتماع والتآلف.

من ذوق الزوج مع زوجته المعاشرة الحسنة وحسن الخلق منها وملاطفتها والصبر عليها وتحملها والقدرة على ضبط النفس هي من الأذواق الراقية والآداب الإسلامية. قال الله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء آية:١٩]

الاستئذان قبل الدخول عليها حتى لا يرى منها ما يبغضه أو تكون الزوجة في حال لا تود أن يراها عليه، ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَدِمَ أَحَدُكُمْ لَيْلاً فَلاَ يَأْتِيَنَّ أَهْلَهُ طُرُوقًا حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ». رواه مسلم.

من اللائق أن يظهر إعجابه بزوجته وبذوقها وأناقتها، ويكون دائم الشكر لها على فعلها وقولها، فعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خيرُ نسائِها مريمُ ابنةُ عِمرانَ، وخيرُ نسائها خديجةُ» متفق عليه.

اعتدال الغيرة على الزوجة لأن الغيرة عليها أمر محمود، ولكن بعدم المبالغة قتنقلب عندها أمراً مذموماً.

مساعدة الزوج لزوجته في تدبير شؤون المنزل من باب كرم الأخلاق وليس من قبيل سيطرة الزوجة على زوجها وتحكمها به.

عدم معاتبتها أو ذمها أمام أهلها أو أهله أو ابنائهما حفاظا على مشاعرها الرقيقة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَفْرَك مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَة إِنْ كَرِه مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَر». رواه مسلم.

من سوء الذوق أن يتدخل الوالدان بين الأبن وزوجته فيحرضونه عليها ويكثرون من انتقادها، ولا يشكرونها على خدمتها لهم.

ألا يخص الزوج نفسه بالإنفاق والسعة ثم يبخل على زوجته وأبنائه، قال الله: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [ البقرة : ۲۲۸ ].

• من غير اللائق أن يضرب الزوج زوجته لأقل الأسباب بل إن للإسلام ذوقا رفيعا حرص على حصر المشكلة قبل تعقيدها فسمح بالعقاب المعنوي، فقد قال تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾ [النساء 34 ].

• ألا يبسط في الدعابة ولين الخلق إلى حد يفسد خلقها، ويسقط هيبته بالكلية عندها بل لابد من الاعتدال والتوسط معها..

من كتاب التربية الذوقية في الإسلام
لفايز شلدان
تلخيص رجاء عثمان
مركز الوقاية الأسرية

شاركنا بتعليق






لا يوجد تعليقات بعد