أحبي الخير لغيرك


اصطحبَ أحدُهم زوجتَه إلى محلٍ لبيع الهدايا.. وقال لها: أريدك أن تختاري لأمي أجمل هدية تُعجب ذوقَك.
شعرتْ بالغيرة داخلها.. فاختارتْ لها أقل هدية قِيمةً في المحل!..
دفع ثمنها.. وطلب من صاحب المحل تغليفها..
وفي المساء أتى إلى زوجته.. فقدم لها الهدية التي اشترتْها لحماتها..
وقال لها: لقد أحببتُ أن تشتري هديتك بنفسك.. لتكون كما تحبينها.
أصيبت الزوجة بالإحباط.. فلو أنها أحبتْ لغيرها ما تحب لنفسها
لكانت هديتها أجمل هدية..

• إياكن وكفرَ المنعمين:
قد يقصر الرجلُ مرةً في العمر، فتقول زوجتُه: ما رأيتُ منك خيراً مذ عرفتُك! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنْعِمِينَ “، وَكُنْتُ مِنْ أَجْرَئِهِنَّ عَلَى مَسْأَلَتِهِـ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا كُفْرُ الْمُنْعِمِينَ؟ قَالَ: ” لَعَلَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ أَيْمَتُهَا مِنْ أَبَوَيْهَاـ ثُمَّ يَرْزُقُهَا اللَّهُ زَوْجًاـ وَيَرْزُقُهَا مِنْهُ وَلَدًاـ فَتَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَكْفُرُ فَتَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ”
ويقول صلى الله عليه وسلم: “ورأيتُ النارَ فلمْ أرَ كاليومِ منظرًا أفظعَ ورأيتُ أكثرَ أهلِها النساءَ قالوا: لِمَ يا رسولَ اللهِ قال: بكُفْرِهنَّ قال: أَيَكْفُرْنَ باللهِ عز وجل قال: لا ولكنْ يَكْفُرْن العَشِيرَ ويِكْفُرْنَ الإحسانَ لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهرَ كلَّه ثم رأتْ منك شيئًا قالتْ: ما رأيتُ منك خيرًا قطُّ”.

• إياكن والمن:
من النساء من تقوم على خدمة زوجها وأهله.. تقدم كل ما تستطيع تقديمه.. ثم بعد ذلك تمنُّ على زوجها.. وتذكره بأياديها الطولى وأفضالها السالفة.. فتؤذيه بذلك.
ولقد نهى الله عز وجل عن المن في قوله: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ…) البقرة 264

قال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم: “ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الفاجِرِ، والْمُسْبِلُ إزارَهُ”. رواه مسلم
يقول ابن عباس: ” لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال: تعجيله وتصغيره وستره، فإذا عجلته هنأته، وإذا صغرته عظمته، وإذا سترته أتممته”.

وقد يسوغ المنُّ في حالتين فقط، هما: المعاتبة والاعتذار.. يقول ابن حزم رحمه الله: حالان يحسن فيهما ما يقبح من غيرهما، وهما: المعاتبة، والاعتذارـ فإنه يحسن فيهما تعديد الأيادي، وذكر الإحسان، وذلك غاية القبح فيما عدا هذين الحالين.

وعلى هذا يسوغ للزوجة إذا احتاجت إلى عتاب زوجها أو الاعتذار إليه أن تذكّره بشيء من أياديها، لا على سبيل المنة والإذلال، وإنما لتذكّره بما له عندها من المنزلة والتقدير.

من كتاب: همسة في أذن زوجين، د. حسان شمسي باشا
مركز الوقاية الأسرية

شاركنا بتعليق






لا يوجد تعليقات بعد