كن بخير فالفرج قريب


 

هذا الوضع مؤقت

ذكِّر نفسَك بها حتى بالتحديات اليومية البسيطة ولا بد أن تمتصه كل خلية من جسدك ويجب أن تسيطرعليك وستصبح تلقائيةً كالرغبة بالماء عند العطش إن كنت متعباً من السهر فلا بد من أن تتذكر أنك ستنام قريباً ويزول التعب حتماً.
درب نفسك على توجيه تفكيرك لحقيقة زوال الأمور بدل التركيز على مشاعرك السلبية نحوها، كما أن أزماتك السابقة اختفت كأنها لم تكن فما كان بالأمس حزنا أصبح اليوم سلاماً، فمن لم يذق المر يصعب عليه الاستمتاع بالحلو، فبالتوكل على الله ترى الفكرة الأقوى في إقناعك بالوضع المؤقت هي إيمانك العميق بأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء قادر على إخراجك من هذا المكان الى مكان أفضل.
وبما أننا نعرف أن الدنيا بأكملها زائلة وجُبلنا على تقبُّل هذا الواقع وهناك صوت في داخلك يناديك بهذه الفكرة، فلا تخالف واقعك وتناقض إحساسك وترقب الفرج القريب من الله تعالى.

لا تبع منزلك أثناء العاصفة

لا تتخذ قرراً سلبياً في الأوقات الصعبة.. تريث.. اصبر..، وستمر العاصفة ويأتي الربيع.
فأسوء ما يمكن فعله فور وقوع أزمة اتخاذ قرار مصيري، فالوضع المؤقت لا يستدعي تغييراً دائماً انتظر العاصفة لتهدأ.
الإشكالية أن يكون الإنسان منفعلاً جداً عند وقوع الأزمات فيصعب عليه تأجيل ردود أفعاله فما الحل؟
الحل الذي ناسبني شخصياً هو الانشغال بالأمورالسطحية والتي لا تتطلب مجهوداً فكرياً، وهو انسحاب تكتيكي في أرض المعركة نظراً للعجز الذهني عن المواجهة الفورية..
إياك أن تستقيل من وظيفتك أو تلجأ للطلاق أو تقرر الهجرة أو غيرها من القرارات المصيرية وأنت تحت تأثير صدمة، فقد يتغير رأيك بعد أن يصبح التراجع عن القرار غير ممكن.
يقول ألبرت أينشتاين: الأمر ليس أنني ذكي جداً، إنه فقط أنني أبقى مع المشاكل لفترة أطول.
إنَّ الفترة بين بدء الأزمة واتخاذ القرار مرحلة سحرية تتعرف فيها على نفسك وتتعرَّض خلالها لتغيرات مثيرة للاهتمام، فهذا الوجع الذي لا يراه الآخرون سيقربك من الله بشكل مذهل.. عش التجربة الإنسانية بكل مراراتها وستتفاجأ بالفرج القريب: {فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا . إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا}

ما بين غمضة عين والتفاتتها ** يُغيِّر الله من حالٍ إلى حال

قد تمضي عليك سنوات راكدة بلا أحداث، ثم في خلال أيامٍ قليلةٍ تحدث لك تغيرات جوهرية تنقلك من حال الى حال!
تفاجأ بالحمل بعد اليأس من الإنجاب..
تفاجأ بمنصب وظيفي مرموق وأنت على وشك تقديم ورقة استقالتك التي استغرق قرار كتابتها سنوات..

يجب أن تترقب الخير وتجهِّز نفسك له..

كن متأهباً لاستقبال جوائز السماء.. اعتد السعادة.. اعتد الصحَّة..
كن مستعداً لا تنتظر الأمنية لتتحقق ثم تحاول أن تكون مناسباً لها، بل كن مناسباً لها حتى تحدث: (قد يكون الفرج أقرب مما تتصور! مساحة الممكن واسعة).

إعداد: ملك بوادقجي
فريق مودة ورحمة

شاركنا بتعليق






  • جزاكم الله كل خير ونفع بكم وبعلمكم ورفع قدركم على هذه الكلمات المحملة بأغزر المعاني وأطيب العبق.
    أسأل الله أن يجمعنا بكم في الفردوس الأعلى من الجنة.