خطر الشذوذ على الأسرة


الأسرة المسلمة درع حصين، وسد منيع في وجه أعدائنا، وقد جاءت الشريعة الإسلامية القويمة بحفظ الأسرة ونظامها بمجموعة من الأسس والمبادئ والقيم والأخلاق التي تحكمها وتحافظ عليها.
ومما يهدد الأسرة بشكل كبير انتشار ثقافة الشذوذ عند الغرب والترويج له وجعله من الحقوق الفردية المشروعة، وتسريب تلك الثقافة إلى مجتمعاتنا الإسلامية، وبفضل الله مازالت مجتمعاتنا الإسلامية ترفض تلك الأمور وتستنكرها، ووجود الشاذين في مجتمعاتنا قلة نادرة لا قيمة لهم، لكنه لابد للتصدي للحملة من بدايتها، وهذا له من الخطر الكبير على الأسرة المسلمة ما لا يخفى، فأصبحت من الشخصيات الكرتونية التي يتابعها أطفالنا شواذ، والألعاب الالكترونية التي ابتلينا بها تحوي لقطات للشواذ، وألعاب الأطفال التي تباع في الأسواق تحمل علمهم الملون، ومن مشاهير الإعلام الغربي شواذ، والمجاهرة بهذا، حتى يستساغ ويحقق ما يسعى إليه الغرب من جعله حرية وحق فردي مشروع، فالإنسان الغربي إجمالاً أناني لا تحكم لذته أو حريته أي ضوابط أو قيم، بخلاف الإنسان المسلم الذي انضبط في الحصول على اللَّذة والمنفعة بضوابط وقيم الإسلام، واتبع بالفطرة التي فطر اللهُ الناسَ عليها.

ومن المقاصد العظمى التي تكفلت الشريعة بحفظها مقصد حفظ النسل، الذي يؤدى لحفظ الأسرة المسلمة، يقول الله في محكم كتابه: (وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)، يقول سيد قطب في ظلال القرآن تعليقاً على الآية: “والفحشاء كل أمر يفحش، أي يتجاوز الحد، ومنه ما خصص به غالباً وهو فاحشة الاعتداء على العِرض، لأنه فعل فاحش فيه اعتداء وفيه تجاوز للحد حتى ليدل على الفحشاء ويختص بها. والمنكر كل فعل تنكره الفطرة، ومن ثم تنكره الشريعة فهي شريعة الفطرة. وقد تنحرف الفطرة أحياناً فتبقى الشريعة ثابتة تشير إلى أصل الفطرة قبل انحرافها. والبغي: الظلم وتجاوز الحق والعدل. وما من مجتمع يمكن أن يقوم على الفحشاء والمنكر والبغي. وما من مجتمع تشيع فيه الفاحشة بكل مدلولاتها، والمنكر بكل مغرراته، والبغي بكل معقباته، ثم يقوم. والفطرة البشرية تنتفض بعد فترة معينة ضد هذه العوامل الهدامة، مهما تبلغ قوتها، ومهما يستخدم الطغاة من الوسائل لحمايتها. وتاريخ البشرية كله انتفاضات وانتفاضات ضد الفحشاء والمنكر والبغي.

فلا يهم أن تقوم عهود وأن تقوم دول عليها حيناً من الدهر، فالانتفاض عليها دليل على أنها عناصر غريبة على جسم الحياة، فهي تنتفض لطردها، كما ينتفض الحي ضد أي جسم غريب يدخل إليه. وأمر الله بالعدل والإحسان ونهيه عن الفحشاء والمنكر والبغي يوافق الفطرة السليمة الصحيحة، ويقويها ويدفعها للمقاومة باسم الله. لذلك يجيء التعقيب {يعظكم لعلكم تذكرون} فهي عظة للتذكُّر، تذكُّر وحي الفطرة الأصيل القويم” أ.هـ
فلابد أن يكون المربي للأسرة متسلحاً بالعلم والمعرفة والثقافة، يعلم ما يرمي إليه الغرب، يحذر النشء من فتن الغرب، وأن ننمي بناشئتنا الاعتزاز بالدين القويم الحنيف وقيمه وضوابطه.

مركز الوقاية الأسرية
إعداد رزان البيانوني

شاركنا بتعليق






لا يوجد تعليقات بعد