الزوجة الجميلة


كل امرأة تسعى أن تكون جميلة، وكل أنثى جميلة، فالجمال نوعان: حسي وهو الصفات الخَلقية التي خلق الله عليها المرأة أو الرجل، وقد مدح الله الجمال الخَلقي في الحور العين فقال: {وَحُورٌ عِينٌ} سورة الواقعة، ومعنى الحوراء: واسعة العين، والمرأة الحوراء: هي التي بياض عينها أنقى بياض، وسواد عينها أفضل سواد، وعين: هي المرأة العيناء، وهي واسعة العين، وهذا من ‌جمال ‌المرأة، ويدخل في الجمال الحسي ما يتجمل به الرجل والمرأة من لباس ونحوه، لكن المرأة تنفرد بالمبالغة في ذلك، ولذلك قال تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) سورة الزخرف، فالمرأة من صغرها تنشأ في الحلية، الحسية والمعنوية، والمرأة ذات الدّلّ والرقة حساً ومعنى أفضل من المرأة الخشنة، لأن الغلظة والخشونة لا توافق طبيعتها، ولذلك قال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) سورة الأحزاب، لمّا كان الخضوع بالقول هو الأصل في المرأة نهيت عنه عند مخاطبة غير المحارم من الرجال، لأن نعومة الكلام ورقة مخارج الحروف تجعل السامع من غير المحارم يطمع في المزيد من الكلام معها، إما تلذذا أو طلبا لما وراء ذلك.

وأما الجمال المعنوي: فهو ما يتصف به الإنسان من صفات خُلقية وما يتحلى به من قيم، ومن أعظم ما تتحلى به المرأة من القيم هو الحياء وحسن الخلق..

وفي ظل انتشار الانترنت والفضائيات جُعلت هناك مقاييس محددة هي التي تحدد جمال المرأة، فلابد أن يكون لون بشرتها كذا ولون شعرها كذا، وشكل وجهها كذا، فجعلوا النساء متشابهات في الشكل وقد ميزنا الله بعضنا عن بعض حين خلقنا بأحسن تقويم، وأقعنوا كثير من بنات جلدتنا أن هذا هو الجمال وغيره لا، فوقع كثير منهن في اكتئاب حيث لم تخلق كهذا الشكل، ومنهن من وقعت في هوس عمليات التجميل، فلابد أن تعي كل أنثى أنها جميلة في الصورة التي صورها الله عليها وميزها بها، ولتكن ذكية بإبراز جمالها لزوجها ومحارمها ولتستخدم المواد التجميلية بالمعقول دون إسراف..

وهنا جانب مهم على الزوجة ألا تغفله وهو الدعاء أن يجملها الله في عين زوجها ويجمل زوجها في عينها، فالجمال نسبي، وكثير ما نرى امرأة هي متواضعة الجمال على المقاييس المعروفة وزوجها يحبها ويهتم بها ويرى الدنيا كلها من عينيها، وامرأة جميلة تحسد على جمالها، وزوجها غير ملتفت له، ولا مبالي به، وحياتها مع زوجها في تنافر دائم، فالجمال الخارجي والشكلي يؤلف ويعتاد عليه، ويبقى الجمال المعنوي مسيطراً ولا يؤلف ولا يعتاد عليه، بل في كل مرة تكبر ذلك الإنسان وتعظمه..

وأعود هنا لوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للزوجة الصالحة وجعلها هي خير ما يكنزه المرء، وهي التي (تسره إذا نظر) فكيف تسره ؟!

السرور يحصل إذا تحلت الزوجة بالجمال الحسي والمعنوي، تسره بحسن وحلو حديثها، تسره بحسن هندامها وأناقتها، تسره باهتمامها به، تسره بحسن تصرفها في المواقف، تسره بحسن تدبيرها لشؤون بيتها وأولادها، تسره بوفائها، تسره بحسن خلقها، تسره بتسلميها له زمام مسؤولية البيت، تسره حين تعرف مالها وما عليها، والأمور التي تدخل السرور على الزوج كثيرة ومتنوعة، وهي متفاوتة من رجل لآخر، وتذكري دائما أيتها الزوجة الجميلة حين تتحلين بالجمال وتسعين له، وتجاهدين في الحصول عليه، أنك في عبادة تؤجرين عليها، فالله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال، أعاننا الله لنكن زوجات تسر زوجها إذا نظر إليها، والحمد لله رب العالمين.

إعداد: مركز الوقاية الأسرية
المراجع:
1ـ القرآن الكريم.
2ـ حقوق المرأة في ضوء الكتاب والسنة، مرزوق الزهراني.
3ـ الزواج السعيد في ظل المودة والرحمة، محمد زكريا مسعود.

 

شاركنا بتعليق






  • كلام جوهري .جزاكم الله خيرا