الشباب وروح المبادرة


للشّباب دورٌ كبير في تنمية وبناء المُجتمع، ولا يقتصر دورهم على مَجالٍ مُحدّد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، ومُختلف قطاعات التّنمية، فالشّباب هم الأكثر طموحاً في المجتمع، وعمليّة التّغيير والتقدُّم لا تقف عند حدودٍ بالنّسبة لهم، فهم أساس التّغيير والقوّة القادرة على إحداثه، وأهم ما يجب أن يتخلقوا به (روح المبادرة والمسارعة للخيرات)، كما قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين}[آل عمران:133].

 

ماهي المبادرة؟

المبادرة: هي الاستعداد والقدرة على القيام بالمهام، والأعمال، والعمل على إنجازها بكفاءةٍ وفاعليّة، والشخصُ المبادر هو الذي يمتلك روح المبادرة، أي يكون مقدماً، ومصراً، على أن يقوم بالعمل بنشاط وحيوية، ويتحمّل أعباء قيامه به.

وفي صحيح مسلم قال النبي e: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا).

 

كيف تكون مبادراً؟

يجب أن يتّصفَ الإنسان المبادر بمجموعة من الصفات الشخصيّة، حتى يستطيع أن يكون مبادراً، وهي:

_ الرغبة في العمل: يجب أن يرغب في القيام بالعمل المطلوب منه، وأن يسعى إلى تحقيقه بشكل كامل، ويجتهد من أجل الوصول إلى إنجاز العمل.

_ الإصرار والتحدي: في بداية أيّ مبادرة قد تواجهها العديد من العوائق التي تؤخر نجاحها، ويأتي دور المبادر هنا في محاولة علاج كل شيء يواجهه على حدة، ويقوم بدراسته، ويصر على أن ينجح في ذلك، ويتحدى ما يواجهه في سبيل ذلك.

_ الرغبة في النجاح: عندما يمتلك الانسان الرغبة في النجاح، عندها سوف ينجح مهما طال الوقت، وهكذا المبادر عندما يقتنع بأنه سينجح في مبادرته عندها سوف ينجزها بشكل كلي.

أهمية أن يكون الإنسان مبادراً

_ يحقق مكاسب أكثر، وبشكل أسرع؛ بحيث يكون قادراً على النهوض بحياته، والارتقاء بها نحو الأفضل.

_ يسعى نحو التغيير حتى في أكثر الأوقات ظلمة، وصعوبة، فهو شخص متفائل. يسعى نحو الابتكار، والتجديد، ممّا يدفعه دائماً إلى تغيير واقعه بشكلٍ ممنهجٍ ومدروس؛ بحيث يعود عليه ذلك بالخير والنفع والفائدة.
_ ينال حبّ الآخرين، خاصة أفراد العائلة، والأصدقاء؛ فالناس يحبون الشخص المبادر، الذي يُسارع في إدخال الفرحة، والسعادة إلى قلوبهم، والذي يبذل ما بوسعه دون أن يطلب أحد منه ذلك.

_ ينال الأجر والثواب من الله تعالى عند المبادرة إلى أعمال الخير والبرّ والإحسان، تماماً كما كان الأنبياء -عليهم السلام-، والصحابة الكرام -رضي الله عنهم جميعاً-، وهنا ينبغي استذكار واحدة من أكثر الشخصيات امتلاكاً لروح المبادرة في التاريخ الإسلاميّ وهي شخصية الصحابي الجليل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، الذي لم يكن بمقدور أحد أن يسبقه إلى خيرٍ قط، وبشهادة من تعامل معه، ورأى صنائعه العظيمة بأمِّ عينيه.

_ فالمبادرُ هو السبَّاقُ لكل خير، فكن مبادراً ومثمراً، كالغيث أينما وقع نفع.

شاركنا بتعليق






لا يوجد تعليقات بعد